2 yrs ·Translate

بعنوان : #أخرج_الطفل_الذي_بداخلك
#الكاتبة_صغير_سهام
ها قد بدأت بالبكاء مجددا ،من سيسكتها الآن !،انها لا تتوقف عن الصراخ و البكاء في كل ليلة إلى أن يصل أول شعاع شمس مخترقا الأرض بنوره ،فيتلاشى صوتها كأنها لم تكن أبدا ، كان هذا صوت بكاء طفلة صغيرة ، لا أعرف من تكون ،و لا أعلم أي شقة من هذه العمارة تسكن إلا أن صوت بكاءها قريب جدا ،كلما عاد الليل بلباسه الأسود القاتم تشرع تلك المزعجة بالعويل ،لو أنني أعرف فقط شقتها لذهبت و أخبرت أهلها بأنني أعاني صعوبة في النوم بسبب بكاء ابنتهم ليلا، لكنني كنت أخشى أن يكونوا أناس سيئين و يسببون لي المشاكل ، كان عليا تحمل صوت بكائها كل ليلة، لأنني جديدة بهذا الحي لا أريد افتعال المشاكل خاصة و أن صاحب البيت الذي استأجرته شخص عصبي .

ذات مرة صادفت إحدى جاراتي في السكن تعرفنا على بعض و تكلمنا قليلا و شكوت لها عن عدم نومي في الليل بسبب بكاء تلك الطفلة ،فأجابتني باستغراب تسأل عن أي الطفلة أتحدث ،و اخبرتني بأنه ما من طفلة تبكي طوال الليل و أن كل من يسكن هنا عجائز و شيوخ وبعض المتزوجين حديثا ليس لديهم أطفال بصراحة صدمني حقا ما قالت لي هذه الجارة ،ودعتها و ذهبت مسرعة الى البيت ،دخلت لغرفتي و جلست على السرير ،ظل كلام الجارة يتردد في ذهني ،أيعقل ! انني انا فقط من أسمع بكاء هذه الطفلة !حسنا سأكتشف الليلة كل شيئ !.
هاهو الليل يعود مجددا و هو يدثر السماء برداء لازوردي بهيج و اشعل ضوء النجوم مما زادها فتنة و جمالا ،كنت قد وقفت في شرفتي امتع ناظري بجمال القمر و انتظر بكاء الطفلة على غير عادتي، فأنا لم انتظرها يوما بل كنت ادعوا دائما پأن تهدأ ،لكن الليلة هناك شيئ يجب عليا أن اكتشفه .
مرت لحظات كثيرة لم أسمع الصوت ، بدأت أشك بأنني كنت اتخيل حقا ولا وجود لتلك الطفلة ، عدت الى السرير و استلقيت عليه ، و رحت أسبح في أفكاري حتى غططت في نوم عميق ، بعد حوالي ساعتين استيقظت مذعورة، انها تبكي لكن الصوت قريب جدا كأنها في البيت، خرجت من الغرفة و قلبي يكاد يخرج من مكانه ،كنت امشي بخطوات صغيرة و أحاول أن أجد مكان الصوت، اخيرا وجدته انها خلف الباب ،ماهي دقائق حتى ظهرت طفلة قابلني ظهرها أولا كانت تنظر للجهة المعاكسة و تبكي و لما فتحت الباب كفكفت عن البكاء ،طلبت منها أن تستدير لأرى ما حل بها ،و لما استدارت كانت المفاجأة ، يا إلاهي انها نسختي المصغرة !!
هذه أنا ! انا عندما كنت طفلة ،تراجعت للوراء وانا أفرك عيناي ربما أحلم ،ذهبت بسرعة للمطبخ و أخذت أشرب بعض الماء ،نعم نعم أنا في حلم لا يمكن أن تكون هذه حقيقة ، هكذا حدثت نفسي ،فجأة أحسست بشيء يلمس يدي ،و اذا بها الطفلة كانت قد اقتربت مني و أمسكتني ، كنت خائفة جدا لم أعرف مالذي أفعله ،،أخذت نفسا عميقا ثم جثوت على ركبتي و أمسكتها على ذراعيها و قلت لها متجاهلة بأنها نسختي :
_مابك ايتها الصغيرة ؟لماذا تبكين ؟
فأجابتني و الدموع في عينيها قائلة :
_إشتقت لك
نظرت الى عينيها و أحسست بإحساس غريب، أحسست برغبة شديدة في البكاء ،احتضنتها بشدة و أجهشنا بالبكاء مع بعض ،فأردفتْ قائلة بعيون دامعة :
من_اشتقت لروحك المرحة ،و لضحكاتك التي تخرج من القلب ،و الى براءتك اشتقت لتكوني أنا وليس انتِ ،،لماذا أصبحت مهشمة؟ هكذا ما كل هذا الحطام؟ ما هذا الخراب الذي حل بك ؟،أين انت أين ؟؟،لقد أرهقت روحي ببكائك الصامت ،قبل أيام تذمرت من بكائي المتواصل كل ليلة و أصابك الأرق ،لكن هل تعلمين انني تعذبت من بكاء قلبك، و شتات روحك ،إني أتمزق هل تعرفين!
بكاؤك يزعجني و يعذبني توقفي أرجوك ،،فأنت من يجب التوقف عن البكاء دعيني أسكن روحك بطفولتي و براءتي و فرحي و شغفي دعيني أعيش فيك بكل تلك السعادة لا تقتليني بأحزانك لا تقتليني أرجوك !
ظلت نسختي الصغيرة تحتضنني و تبكي الى أن تلاشت و تبخرت أمامي و كأنها لم تكن أبدا ،مسحت دموعي و ذهبت الى سريري ،استلقيت و بقيت أنظر الى الظلام ،ظل كلامها يعاد في رأسي الى أن ذهبت في رحلة نوم .
استيقظت في الصباح و كأنني ولدت من جديد ،كلي طاقة إيجابية و حيوية ،أحسست لأول مرة أنني سعيدة جدا.
بداخل كل منا طفل يسكن روحه ،لا يمكننا أن نقتل هذه البراءة بأحزاننا يجب أن نحافظ عليها مهما كانت الحياة صعبة ،لا تفقد روحك المرحة و براءة طفولتك ففي بعض الأحيان نحتاج لنكون صغارا

image
Like