الشطرنج فن يهب الإنسان السعادة "تولستوي"

اهم خمسة مبادئ في الشطرنج حسب أناتولي كاربوف
FM Zaur Tekeyev
ترجمة: خالد خضير الصالحي

أناتولي كاربوف هو أحد أعظم لاعبي الشطرنج في كل العصور. أصبح بطل العالم الثاني عشر في عام 1975 وحمل هذا اللقب حتى عام 1985. في عام 1993، أصبح بطل العالم في الاتحاد الدولي للشطرنج (FIDE) وحمل هذا اللقب حتى عام 1999. وقد فاز بأكثر من 160 بطولة للشطرنج وكان أحد أكثر لاعبي الشطرنج نجاحًا وثباتًا في التاريخ كله.
سيطر على جميع أنواع المسابقات، وقد فاز بالعديد من المباريات بأسلوب موقفي رائع، وهذه الروائع مفيدة للغاية ويجب على كل من يريد أن يتحسن في لعب الشطرنج أن يتعلمها بعناية.
في هذه المقالة ، سنلقي نظرة فاحصة على الطريقة التي كان يلعب بها ونفحص مبادئ الشطرنج الخمسة التي علمنا إياها أناتولي كاربوف من خلال مبارياته.

1. امنع لعب الخصم:
كان أناتولي كاربوف لاعبا مركزيا عظيما أحب كبح خصومه وخنقهم. وفي كثير من الأحيان، كان يحرمهم من الخطط، والأفكار، لدرجة أنهم لا يتمكنون في وقت ما من العثور على أية نقلة جيدة.
لقد كانا استاذا عظيمًا في الإستراتيجية، والوقاية، وكان يعرف ما يهدف إليه خصومه ويعرف كيف يمنعهم من تنفيذ أفكارهم. مثل هذا النهج جعله غير مرحب به كخصم واعطته نتائج رائعة واسعة.

2. تقليل المخاطر:
لقد كان يفضل المواقف المتحصلة بقليل من المخاطرة، حيث كان بإمكانه الضغط على خصومه وتعذيبهم حتى ينهاروا. إليكم كيف وصف نفسه: "لنفترض أن المباراة قد تستمر بطريقتين: إحداهما ضربة تكتيكية جميلة تؤدي إلى تفريعات لا تخضع للحسابات الدقيقة؛ والآخرى هي الضغط الموقفي الواضح الذي يؤدي إلى نهاية اللعب بفرص مجهرية للنصر. سأختار الأخير دون التفكير مرتين".

3. التحسين الدائم للموقف:
الطريقة التي كان يدير بها القطع مثيرة للإعجاب، حيث يستمر كاربوف في تحسين وضعه وأيضًا في العمل على تدهور موقف الخصم في كل فرصة، فانتهت بعض الأوضاع لصالحه بمواد متساوية على الرقعة. هذا يعني أن قطعه كانت في وضع أفضل بكثير لدرجة أن هذا كان كافياً لكسر مقاومة الخصم.
هكذا وصفها ألكسندر روشال: "عند مشاهدة مباراة لكاربوف، أو اللعب ضده، لا يسع المرء إلا أن يفكر في أن كل قطعه مرتبطة بخيوط غير مرئية، وهذه الشبكة تتقدم للأمام بشكل غير مستعجل، وتغطي تدريجيًا ساحات الخصم، ولكن، بشكل مثير للدهشة، لا تتخلى عن ميدانها ".

4. استغلال كل الاحتمالات:
كان اللعب ضده مثل المشي على الجليد الرقيق، فكل خطوة خاطئة يمكن أن تصبح حاسمة، لقد كان رائعًا في استغلال أصغر الأخطاء التي ارتكبها خصومه، ويمكنه تحويل الميزة المجهرية إلى نقطة كاملة.
تتطلب هذه الدقة عند لعب الشطرنج تركيزًا كاملاً ومستوى عالٍ من الطاقة. يمكن تحقيقه بموقف البطل فقط ويظهر مدى العزم على الفوز الذي كان عليه أناتولي كاربوف.
قال ذات مرة: "الشطرنج لعبة صعبة للغاية، وهيصعبة من الناحية النفسية، وبالطبع الشطرنج يحتاج إلى الكثير من الصفات، والصفات البشرية. ولذا يجب أن يكون لديك جهاز عصبي قوي جدًا، ومن ثم يجب أن تكون مستعدًا جيدًا؛ يجب أن تكون قادرًا على العمل كثيرًا".

5. كن لاعبا عالميا:
إنه معروف على نطاق واسع بأنه استاذ في اللعب الموقفي، فكانت طريقته المفضلة في اللعب، ولكنه،  إذا لزم الأمر، يمكن أن يكون دقيقًا في الحسابات الجامحة ومواقع الهجوم الحادة.
قال ذات مرة: "إذا قدم الخصم مباراة قوية فلا مانع من ذلك. لكن في مثل هذه الحالات، أشعر برضا أقل، عند الفوز بمباراة لم تجر وفقًا لجميع قواعد الإستراتيجية بمنطقها القاسي ".
إذا ذكّرتك هذه المبادئ بالطريقة التي يلعب بها ماغنوس كارلسن، فأنت لست مخطئًا. يقارن كثير من الناس هذين اللاعبين الرائعين ويرون الكثير من أوجه التشابه، حيث يظهر ان بطل العالم الحالي قد تعلم الكثير من كاربوف، وعلى ما يبدو، علينا جميعًا أن نفعل الشيء نفسه.


Ryma SLIMANI

1 Blog posts

Comments