"في الخمّارة، وبعد الكأس الثالثة أدركت أن الله موجود، طمعت في كرمه الربانّي اللامتناه بأنه سيدخلني الجنة، كيف لا، وفي قلبي أكبر من ذرة إيمانٍ به! لم يبدأ مفعول الشراب بعد، واحتفالًا بإيماني شربت الرابعة! أحسست بالكحول تتدفق إلى رأسي، بدأت السعادة تنضح من رأسي، أنا مؤمن! أنا سكران! أنا في الجنة منذ الآن، أو قبل ذلك: سأُحرق قليلًا، أو كثيرًا كثيرًا! ولكن الله سيرحمني بعدها، سيخرجني من النار وينزلني في ماء الجنة فيلتئم جسدي الأسود الذي تفحّم من العذاب، سيلبسني ثَوب الجنّة الأبيض الحريريّ. لسعادتي بالثوب، شربت الخامسة. دعوت الله:" ربي إنني أعاهدك على الإيمان، اغفر لي وتب عليّ يا أرحم الرٰحمين و اسعدني". قمت عن الكرسي و توجهت نحو الباب، ترنحت، و ضحكت عليّ الساقية الروسية الجميلة، خرجت من خمارة العصيان، توجهت إلي وجه الله الذي شمل كل شيء، في قمة نشوتي، استغفرت الله، سمعني حارس الخمارة وأنا أستغفر، انتفض من مكانه، جاء يساعدني لأركب سياريتي. سألته: هل اقترب موعد صلاة الفجر.؟ قال لي: لا، باقِ ثلاث ساعات. همس في أذني:" أرجوك لا تعد!" وتركني، وحدي مع الله".
Rafik
Delete Comment
Are you sure that you want to delete this comment ?
Khalil Ch
Delete Comment
Are you sure that you want to delete this comment ?