بعنوان : #هواجس_الصيف
#الكاتبة_صغير_سهام
الجو يعبق برائحة الصيف ،ياإلاهي لقد رجع الصيف مجددا 😳،أستغفر الله لولا أنه فصل من الفصول التي منحنا الله جل جلاله إياها لكنت أعلنت سخطي على هذا الفصل المزعج،أستغفر الله وأتوب إليه، إنني لا اكره الفصل بحد ذاته و إنما مايحدث فيه من أهوال ،إنه أمر مرعب حقا ،ليس الحرارة فقط فاللهم أجرنا من نار جهنم ،تصيبني الكآبة الصيفية بمجرد قدومه ،فصل الصيف بالنسبة لي كاالذهاب لرحلة شاقة و متعبة و مضنية جدا سأحكي لكم القصة . .
لنبدأ من الليل ..أو دعونا نبدأ من صباح .لالا بل سأروي لكم المعاناة من الليل لتفهموني، حسنا ان الليل الصيفي يختلف عن باقي الليالي الأخرى ،مهرجانات و احتفالات و ورقصات غريبة و حركات بهلوانية مختلفة و حالات ضجيج وصراخ ،كل هذا يحدث في غرفتي المتواضعة ،لم تفهموا شيئ أليس كذلك؟
انها الحشرات يا سادة تلك البعوضة التي لا تكاد ترى بالعين المجردة تدخل جماعات جماعات و أسراب اسراب من النافذة و من شقوق النافذة ايضا و من تحت الباب و من فتحة الباب و تبدأ مهرجان اللسع اللعين ،تنهش جلدي فتخرج بقع حمراء منتشرة في انحاء جسدي وكأنني أصبت بالحصبة الألمانية فينتهي بي الأمر لأن أقوم من مكاني بحركات جاكي شان لأقتل هذه و أدعس تلك و أصفق بحرارة في الهواء بعد ثواني اقع منهكة على فراشي ألهث بشدة و كأنني خضت معركة عظيمة .
استسلم لتلك الحشرات اللئيمة و اترك لها جسدي لتمتص ما تريد من الدماء ،لا أدري لما تحب دمائي انها مالحة ما الشيئ المميز بها ،يقل الاكسجين بالغرفة الباب مغلق و نافذة مغلقة و في عز الصيف، انهض بتعب لأفتح النافذة و اترك المجال لتلك الحشرات لتدخل منها المئات لا تكتفي بالدخول فحسب بل تقوم بدعوة اصدقائها ايضا لتبدأ حفلة الرعب و مهرجان الصراخ انه الصرصور ...
انتفض من مكاني كالطائر الجريح لأفتح الباب في ذعر اطلب النجدة ،عفوا لكن من من سأطلب النجدة،تبا ماهذا الهراء .
اترصد ذلك الصرصور كما يترصد الأسد فريسته ،اتقدم ببطئ اراقب حركاته احمل الشبشب بيدي اليمنى و اصوب الى الهدف و ڨوووووووووول الحمد لله هناك فقط اتنفس الصعداء ها قد قضيت على ذلك الشرير المخيف الآن فقط سأنام قريرة العين ،لا لن انام انها موجة حر لا يمكنني التنفس ،لا اتحمل المكيف ،ماذا افعل ؟ اذهب الى الحمام و اسكب على جسدي دلو ماء ثم اعود لغرفتي بثياب مبللة و استلقي على الأرض و ادير المروحية ناحيتي و انعم لدقائق بذلك الهواء المنعش ،لحظات لأرى شيئ ما يزحف على الحائط يا إلاهي ماهذا هل هو صرصور آخر !
لالالا ليس صرصورا انه برص (سحلية المنازل) تبا تبا لا يمكنني تحمل هذا ،انهض بسرعة واخرج من تلك الغرفة المشؤومة و انا افكر في حل لأقتل ذلك البرص الغبي ،اخرج قارورة مياه و اشرب حتى ارتوي ثم ارجع للغرفة لاجده اختفى ،أجول بنظري للغرفة و لا أثر له لأظن بعدها انه خرج ،فاستلقي في فراشي و انا احس بأن شيئ ما يزحف خلف راسي فأستدير و المفااااجأة السيد برص يلقي السلام ،لم انتظر لثانية حتى قمت مفزوعة مذعورة من مكاني بصرخة مدوية ليهرب ذلك البرص الى الخارج عبر النافذة وانا متأكدة انه يلعن الساعة التي دخل فيها لغرفتي ،فأتوجه بغضب نحو النافذة و احكم اغلاقها متذمرة يا إلهي انها الساعة الثالثة صباحا ولم انم بعد ،استسلم للنوم بعدما تأكدت بأن الغرفة خالية من اي شيئ الا تلك الحشرات المتوحشة فقط ،فأخلد للنوم في سلام .
عفوا ليس سلام هنا تبدأ تلك المهرجانات الصاخبة ،بما ان غرفتي تطل على الطريق فإن شاحنات العمل تمر من هناك محدثة ضجيجا صاخبا بسبب مرورها على اطارات الطريق ،لا لا يا إلهي لقد كنت سأنام ماهذا الحظ ،استسلم للواقع و أنتظر انتهاء مرور تلك الحفلة الصاخبة ،وما ان تهدأ و استسلم للنوم حتى يستيقظ الحمام لتأتي حمامة قرب النافذة و تطلق صوتها الذي لا يتوقف ،ربااااه لقد سئمت متى سأنام ،اغمض عيناي بشدة و اضغط على أسناني بغيض ثم انهض و افتح النافذة و اهش تلك الحمامة لتطير بعيدا ثم ارجع لفراشي و اذا بها ترجع من جديد لقد كدت أبكي و انا في تلك الحالة ،بعد لحظات تهدأ ولا اعلم كيف هدأت اتنفس بحزن و استسلم للنوم لكن هذه المرة يخرج اطفال حيينا ليبدأ ضجيجهم فهذا يدق الطبول والآخر يصرخ و آخرون ينشدون الأغاني و آخرون يلعبون الكرة ،انظر للساعة لأجدها السابعة تبا لأهاليهم لما يخرجونهم في هذا الوقت ألا يحترمون النائم اقفل اذناي بقطع من القطن و أسدها جيدا و أنام لمدة ساعة و نصف أو ساعتين و أستيقظ متعبة جدا و كئيبة و مستاءة من حظي ،فتنقطع شهيتي و لا آكل شيئ الا شرب الماء والعصائر .
بعد الظهر لن آخذ قيلولة لأن الحرارة مرتفعة جدا لا تستطيع حتى التنفس فكيف لك أن تنام وسط تلك المهرجانات 😔
هذه معاناتي في الصيف ،لهذا فأنا لا أكره الفصل و إنما الأحداث التي تحدث فيه ،انا كائن شتوي تستهويني الأجواء الباردة و الممطرة و أحب الهدوء شرب الشاي و الإستماع للروايات او قراءتها ،المكوث في البيت و إشعال الموقد أو التدثر تحت البطانية في جو ممطر و بارد كم هو رائع الشتاء لقد إشتقت له .

Azïz Hamza
Delete Comment
Are you sure that you want to delete this comment ?