رسالة إلى اللاوسية.

– أحمد الهجامي ahmad alhagami

من العالم الآخر، ومن وطن يتعثر، ويتألم.
إليك وأنت تبتسمين.!
ما يميز ابتسامتك عزيزتي هي الألوان التي تحملينها بيديك.
هذه الألوان التي تحمل وطناً مثخناً بالجراح، يئن كل ليلة من وقعة الصواريخ والقذائف، ويتوجع كل لحظة يسمع بها فقدان أحدهم لأحبته.

هذه الألوان التي تحملينها جميلة جداً لكنها حزينة، تعيسة، فاقدة للفرحة.

كم أمعنتُ النظر إليك كثيراً، وكأنك ملاك وحيد بين كل هولاء، ذلك الذي قام بالتقاط الصورة لك لم يستطع حجب ابتسامة الأخرى، رأيتها بقلبي كثيراً كبيرة الوضوح.

نحن يا عزيزتي شعبٌ نصفه يقاتل والنصف الآخر يموت، وطن مثخن بالمعارك منذ ثمانية أعوام وها نحن ذا ندخل العام التاسع.

هولاء الشباب الذين يلعبون في أرضية الملعب، والذي جئت لأجلهم ولرفع علمهم في جزيرة لا يجدون من يحفزهم ويشجعهم ، كنت الصوت الأنعم، واليد البيضاء، والنصر الذي يحققوه.

هولاء الذين يركلون الكرة بأقدامهم ويصنعون الفرحة لكم في الملعب حين يحققون هدفاً واحداً، لو تعلمين أن الملايين يصرخون ويفرحون ويرقصون خلف الشاشات.
أن شعباً بأكمله أصبح يبحث عن الفرحة والسلام، يبحث عن بصيص النور الذي يخرجه من هذا الظلام، ويرشده نحو الطريق، وينقذه من المتاهة المظلمة.

نعم هنا في هذا الوطن الذي نصفه يقاتل، والنصف الآخر يموت، كلهم يشاهدون المباراة، كلهم يتسمرون التلفاز، حتى وإن لم تكن المباريات تعرض على التلفاز يبحثون في المواقع والروابط الالكترونية التي تمنح لهم متعة الفرحة، وتصنع لهم السعادة، ينتظرون هدفاً يمانياً، وفوزاً يمانياً كي يهللوا، ويصرخوا، ويفرحوا.

تعلمين لماذا؟!
لأن المعركة كذبة، والحرب خدعة، وما نعيشه ليس لنا، ولا لوطننا، ولا لأرضنا.
كل هذه الحروب والمعارك، والقتل والصراخ والتألم والوجع والآهات هي ضدنا نحن، ضد ابتساماتنا، وديارنا وأزهارنا، وأشجارنا وترابنا أيضاً.

عزيزتي اللاوسية شكراً لأنك كنتِ وجهاً يمانياً في المدرجات، ورفعت علمنا عالياً بالوقت الذي يأتي فيه أشباه الرجال، وعديمي الرجولة، بياعي الأوطان والضمير يدوسون عليه.

شكراً لأنك رفعت اليمن بعلمه وشعاره، وصرخت ( حيو اليماني حيو ) بالوقت الذي يريد الظالمون إسقاطه.

كرة القدم جميلة جداً.
وتلك الأهداف العشرة التي سجلها شبابنا جميلة جداً.

أما أنتِ فأنتِ الأجمل من كل هذا.

لعينيك وقلبك وابتسامتك السلام.

....

#شعر #ادب #احمد_الهجامي #scappy

Like