رسالة إلى رؤى

– أحمد الهجامي ahmad alhagami

الآن يا رؤى تشير الساعة إلى الواحدة ظهراً.
الواحدة المليئة بالتفكير والجلوس في زاوية الغرفة، في يدي قلمي وأمامي ورقة الرسالة التي أقسمت الليلة الماضية أن أتلفها وهي فارغة بالحروف، لكنني حتى وإن صنعتُ هكذا كيف لي أن أفرغَ كل هذا الحنين؟!

نعم قلت لك أن الرسائل لن تنتهِ بهذه السرعة، والأشواق لن تتلاشى وكأن شيئاً لم يكن، والذكريات (آه) ، الذكريات التي تؤذيني بالوقت التي كانت تحييني كل ليلة.

ها أنا ذا أكتب لك هذه الرسالة المجهولة دون أن أضع اسمي عليها، لن أكتب الإسم الذي أحببتيه وقلتيه يوماً ( أحمد الهجامي) ، ها أنا ذا أصبحت أتألم حتى عند كتابة اسمي.

دعيني أخبرك كما تعودت دائماً.
أصبحتُ أحب هذه المدينة كثيراً، نعم تعز التي أخبرتك مراراً وتكراراً أنها مرتعُ المتوحشين، والقتلة، والمجرمين... شوارعها التي تتلطخ بالسواد، وحدودها التي تعيش جحيماً من نوع آخر.

حين هجرني الجميع، وأقول الجميع كانت هذه المدينة هي من تحضنني، هي من تسمح لي بكتابة الرسائل حتى وأنا أصفها بأبشع الأوصاف.

الحرب هكذا تفعل.
تفعل الكثير والكثير، توجعُ البسطاء، وتعذبُ البؤساء.

أما أنتِ يا رؤى ماذا صنعتِ؟!
لقد صنعت ما لم تستطع الحرب طيلة ثمان سنوات فعله.
نعم لقد قتلت قلباً مفعمٌ بالحب.

لك السلام ولقلبي الصبر والاحتساب.

#شعر #ادب #احمد_الهجامي #محتوى #scappy