#التولبا Tulpa#
#بقلمي #الكاتبة_صغير_سهام
ربما تعرفون من هو التولبا ،قد يكون منكم من قابله في صغره او مراهقته وقد يبقى يرافقكم الى حد الساعة ،ان لم يصادفكم التولبا فلا شك انكم رأيتم احد أبنائكم او اخوتكم او أطفال من مجتمعكم قد صادفوا التولبا ،فإن وجدت طفلا يتكلم لوحده فلا تستغرب فإنه يكلم التولبا الخاصة به ،انه ذلك الصديق الخيالي الذي ينسجه عقل الطفل و يحدد له شكلا و صفات معينة و يلازمه طوال فترة الطفولة وقد يستمر الى المراهقة و غالبا ما يبقى معك لسن الرشد ،و لكن ان طال الامر و تطور فقد يكون خطيرا قد يؤدي لأنفصام او الجنون لا علينا ليس هذا موضوعنا ،قد يكون التولبا قطا او كلبا أو اي حيوان ،قد يكون جماد كشجرة مثلا او نبتة او مكان ،قد يكون انسان فتاة او شاب ،بالنسبة لي كان التولبا في طفولتي عبارة عن قزم ،عندما كنت ألعب بمفردي اتخيل ان هناك قزم يتكلم معي يحقق لي الامنيات و يشعرني بالسعادة طبعا في الخيال ،عندما تضربني امي و اختلي بنفسي في احدى غرف بيتنا فإنني اتخيل ذلك القزم يرقص ليضحكني كنت اتقاسم معه الألعاب و نذهب معا لكل مكان ،كان لأبي شاحنة صفراء ،كنت اصعد مع ابي الشاحنة و اطل من نافذتها ليبدو لي العالم خياليا رائعا مع تلك المروج المخضرة ،ليأتي ذلك القزم اللطيف و يأخذني في رحلة ممتعة نشق الهواء و نطير في السماء ،طبعا كل هذا كان يحدث في خيالي عندما كنت طفلة ،عندما خرجا من الطفولة توفي أبي و اختفى ذلك القزم ،تضاربت مشاعري و فقدت نفسي لم استطع تكوين صداقات و كنت صديقة لكل الفتيات و لكن لم تصادقني واحدة منهن ،لهذا دفعني الوضع الى ان انسج تولبا اخرى و هي أنا بشخصية مخالفة قد يبدو هذا انفصاما ولكنه ليس خطيرا ،انها تولبا الفتاة تخلتف عن تولبا القزم كانت كالضمير تنصح ترشد توبخ تعطي الحلول تساند ،تحن ،في أوقات حزني لم أستند يوما على أحد من الواقع بل استندت على تلك الشخصية الخيالية فقط ،اختفت تلك التولبا عندما وجدت صديقتي الحقيقية ولم اعد بحاجة لتلك التولبا لكنها مازلت تأتي من حين لآخر ،جاء سن المراهقة ليأتي معه تولبا الشاب ،الذي وضعت فيه مواصفات الرجل المثالي الذي اريده ان يكون شريك حياتي ،لكن من فرط مثالية تلك المواصفات لم أجد شخصا يشبهه ،كل الرجال متشابهون تولبا الشاب ليس مثلهم ابدا ،مرت سنوات كثيرة وتولبا الشاب لم يختفي ،الى ان تصادفت مع من هو أروع من تولبا الشاب بكثير و اكتشفت ان المواصفات التي وضعتها فيه مطابقة تماما و بل اكثر روعة مما تخيلت ،فإختفى تولبا الشاب نهائيا ،لم تأتي شخصية خيالية بعده أبدا لأن واقعي امتلأ بالأمور الواقعية الجميلة لم يعد هناك نقص لألجأ للخيال 🕊️❤️
بعنوان : #أخرج_الطفل_الذي_بداخلك
#الكاتبة_صغير_سهام
ها قد بدأت بالبكاء مجددا ،من سيسكتها الآن !،انها لا تتوقف عن الصراخ و البكاء في كل ليلة إلى أن يصل أول شعاع شمس مخترقا الأرض بنوره ،فيتلاشى صوتها كأنها لم تكن أبدا ، كان هذا صوت بكاء طفلة صغيرة ، لا أعرف من تكون ،و لا أعلم أي شقة من هذه العمارة تسكن إلا أن صوت بكاءها قريب جدا ،كلما عاد الليل بلباسه الأسود القاتم تشرع تلك المزعجة بالعويل ،لو أنني أعرف فقط شقتها لذهبت و أخبرت أهلها بأنني أعاني صعوبة في النوم بسبب بكاء ابنتهم ليلا، لكنني كنت أخشى أن يكونوا أناس سيئين و يسببون لي المشاكل ، كان عليا تحمل صوت بكائها كل ليلة، لأنني جديدة بهذا الحي لا أريد افتعال المشاكل خاصة و أن صاحب البيت الذي استأجرته شخص عصبي .
ذات مرة صادفت إحدى جاراتي في السكن تعرفنا على بعض و تكلمنا قليلا و شكوت لها عن عدم نومي في الليل بسبب بكاء تلك الطفلة ،فأجابتني باستغراب تسأل عن أي الطفلة أتحدث ،و اخبرتني بأنه ما من طفلة تبكي طوال الليل و أن كل من يسكن هنا عجائز و شيوخ وبعض المتزوجين حديثا ليس لديهم أطفال بصراحة صدمني حقا ما قالت لي هذه الجارة ،ودعتها و ذهبت مسرعة الى البيت ،دخلت لغرفتي و جلست على السرير ،ظل كلام الجارة يتردد في ذهني ،أيعقل ! انني انا فقط من أسمع بكاء هذه الطفلة !حسنا سأكتشف الليلة كل شيئ !.
هاهو الليل يعود مجددا و هو يدثر السماء برداء لازوردي بهيج و اشعل ضوء النجوم مما زادها فتنة و جمالا ،كنت قد وقفت في شرفتي امتع ناظري بجمال القمر و انتظر بكاء الطفلة على غير عادتي، فأنا لم انتظرها يوما بل كنت ادعوا دائما پأن تهدأ ،لكن الليلة هناك شيئ يجب عليا أن اكتشفه .
مرت لحظات كثيرة لم أسمع الصوت ، بدأت أشك بأنني كنت اتخيل حقا ولا وجود لتلك الطفلة ، عدت الى السرير و استلقيت عليه ، و رحت أسبح في أفكاري حتى غططت في نوم عميق ، بعد حوالي ساعتين استيقظت مذعورة، انها تبكي لكن الصوت قريب جدا كأنها في البيت، خرجت من الغرفة و قلبي يكاد يخرج من مكانه ،كنت امشي بخطوات صغيرة و أحاول أن أجد مكان الصوت، اخيرا وجدته انها خلف الباب ،ماهي دقائق حتى ظهرت طفلة قابلني ظهرها أولا كانت تنظر للجهة المعاكسة و تبكي و لما فتحت الباب كفكفت عن البكاء ،طلبت منها أن تستدير لأرى ما حل بها ،و لما استدارت كانت المفاجأة ، يا إلاهي انها نسختي المصغرة !!
هذه أنا ! انا عندما كنت طفلة ،تراجعت للوراء وانا أفرك عيناي ربما أحلم ،ذهبت بسرعة للمطبخ و أخذت أشرب بعض الماء ،نعم نعم أنا في حلم لا يمكن أن تكون هذه حقيقة ، هكذا حدثت نفسي ،فجأة أحسست بشيء يلمس يدي ،و اذا بها الطفلة كانت قد اقتربت مني و أمسكتني ، كنت خائفة جدا لم أعرف مالذي أفعله ،،أخذت نفسا عميقا ثم جثوت على ركبتي و أمسكتها على ذراعيها و قلت لها متجاهلة بأنها نسختي :
_مابك ايتها الصغيرة ؟لماذا تبكين ؟
فأجابتني و الدموع في عينيها قائلة :
_إشتقت لك
نظرت الى عينيها و أحسست بإحساس غريب، أحسست برغبة شديدة في البكاء ،احتضنتها بشدة و أجهشنا بالبكاء مع بعض ،فأردفتْ قائلة بعيون دامعة :
من_اشتقت لروحك المرحة ،و لضحكاتك التي تخرج من القلب ،و الى براءتك اشتقت لتكوني أنا وليس انتِ ،،لماذا أصبحت مهشمة؟ هكذا ما كل هذا الحطام؟ ما هذا الخراب الذي حل بك ؟،أين انت أين ؟؟،لقد أرهقت روحي ببكائك الصامت ،قبل أيام تذمرت من بكائي المتواصل كل ليلة و أصابك الأرق ،لكن هل تعلمين انني تعذبت من بكاء قلبك، و شتات روحك ،إني أتمزق هل تعرفين!
بكاؤك يزعجني و يعذبني توقفي أرجوك ،،فأنت من يجب التوقف عن البكاء دعيني أسكن روحك بطفولتي و براءتي و فرحي و شغفي دعيني أعيش فيك بكل تلك السعادة لا تقتليني بأحزانك لا تقتليني أرجوك !
ظلت نسختي الصغيرة تحتضنني و تبكي الى أن تلاشت و تبخرت أمامي و كأنها لم تكن أبدا ،مسحت دموعي و ذهبت الى سريري ،استلقيت و بقيت أنظر الى الظلام ،ظل كلامها يعاد في رأسي الى أن ذهبت في رحلة نوم .
استيقظت في الصباح و كأنني ولدت من جديد ،كلي طاقة إيجابية و حيوية ،أحسست لأول مرة أنني سعيدة جدا.
بداخل كل منا طفل يسكن روحه ،لا يمكننا أن نقتل هذه البراءة بأحزاننا يجب أن نحافظ عليها مهما كانت الحياة صعبة ،لا تفقد روحك المرحة و براءة طفولتك ففي بعض الأحيان نحتاج لنكون صغارا
#بقلمي
بعنوان : #متقلب_المزاج
#الكاتبة_صغير_سهام
هاهو الخريف قد أقبل علينا حاملا معه أمتعته وقد حط رحاله في قريتنا الصغيرة ،رحبت به الأشجار باوراقها الصفراء فنثرتها فرحا و شوقا له و حلقت الطيور مستعدة للهجرة و تكاثفت السحب و احتضنت بعضها لتسيل منها دموع الفرح استقبلتها الأرض العطشى بلهفة و قد أخرج التراب رائحته المثيرة ينشرها في كل مكان ،استمتع بعض الأطفال بفرح تحت المطر الغزير و قد تبللت ملابسهم ،التقت سحابة صيفية ساخنة مع غيمة خريفية باردة وتعانقتا مودعتان بعضهما في دوي مهول أضاءت له السماء في رحاب بخيوط لامعة تظهر في الأفق وتختفي ،إنه الخريف يا سادة ذلك الطقس المتقلب ،يجعلك في حيرة من أمرك هل ترتدي ملابس قطنية ام تبقى بملابس الصيف ! ثم يأتي عليك يوم حار وكأنه أغسطس فتقرر الذهاب للبحر لتستمتع به في آخر العطلة و فور وصولك تتجمع الغيمات لتبدأ حفلة ممطرة ،تلعن حظك و تعود للمنزل و تستلقي على سريرك لتكشف بعدها أنك اصبت بالزكام تبا إنها حساسية الخريف ،يمر عليك الليل تعاني من الحمى و تستيقظ في الصباح فتلاحظ أن الصيف عاد من جديد لكنك لن تقرر الذهاب للبحر مجددا خوفا من تلك الغيمات الماكرة ! الجو متقلب لذا وجب الحذر ،برودة في الليل و حرارة غير عادية في النهار ! انه فصل غريب الجو هادئ وجميل و فجاة تحدث عاصفة بدون سابق انذار ،لهذا سمي بالفصل متقلب المزاج
#اقتباس_هواجس_الصيف
#الكاتبة_صغير_سهام
انها بداية سبتمبر ،تلك البداية البديهية التي تسر البعض و تبعث العبوس في نفوس البعض الآخر ،منا من يتذمر و منا من يفرح و تختلط المشاعر و تختلف من شخص لآخر بالنسبة لي كانت تلك البداية نهاية لصيف طويل حارق كنت أقضيه اتنقل من الصالون الى الغرفة🤗 و من الغرفة الى المطبخ 😋 ،و من المطبخ للثلاجة اكاد ادخل فيها و لكنها لا تسعني🙄 ،لتتذمر أمي صارخة في وجهي ،سهام اغلقي الثلاجة ستفسدينها و سأعاقبك وقتها😠 ،اقوم بغلق الثلاجة بقلق ولا افهم سبب فتحي لها الا ان قدماي تجرانني إليها لأفتحها مجددا بدون سبب لأجد الماء يملأ تلك الثلاجة تضعه امي في قارورات بلاستيكية خاصة بالعصير فهذا بنكهة الفراولة والأخرى بنكهة البرتقال و تلك بنكهة الأناناس و جميعهم ماء عذب ههههههه ،بداية سبتمبر نهاية لذلك الصيف الشاق لكنها نهاية للدلاع والشكشوكة و الخبز المحشو بالطماطم هذه الأكلة التي تنقذنا من جوع ليلي طويل او في قيلولة منعشة ،بداية سبتمبر نهاية للمكيف الذي سعى لثلاث أشهر في تبريدنا لكنه لم يفلح لتتفاجئ أمي بفاتورة كهرباء باهضة لتقف متذمرة غاضبة على كل ما هو كهرباء ،لتعلن عن حملة إطفاء كل المصابيح في الغرف ،و لو لم تكن بحاجة للثلاجة لأطفأتها ،إنها محقة ،بداية سبتمبر نهاية للعب ،نهاية للكتابة و نهاية للأفكار أيضا ،كان الصيف ملهمي رغم كرهي له و مقتي له و رغم أنني كائن شتوي إلا أن الأفكار الخصبة تأتي في الصيف جل رواياتي كتبتها في الصيف ،تلك الأفكار الرائعة تأتي إلا في الصيف ،بداية سبتمبر نهاية للنوم للمسلسلات الهندية هههه كم كنت أشاهد في الصيف تلك المسلسلات مع أمي لكنها كانت تفضل المسلسلات التركية فنختلف فأنا احب مشاهدة كوشي كوماري ڨوبتا التي لا تستطيع أمي أن تنطق اسمها و أمي تحب حريم السلطان ،فتبدأ سلسلة من الصراعات بيننا فتقول أمي بغضب ،سهام أديري تلك القناة أريد. مشاهدة المسلسل ،فأجيبها بضجر أمي لقد شاهدته عدة مرات ألا تملين منه فترد عليا لم اشاهد الحلقة الخامسة والخمسين لقد ذهبت وقتها عند جدك هيا أديري القناة ،أنظر لها بذهول قائلة : امي لقد شاهدت الحلقة الأخيرة ماذا تريدين من الحلقة الخامسةوالخمسين لقد اتضحت الحقيقة ،لتغضب امي فأمتثل لأمرها و اتركها تشاهد المسلسل الذي شاهدته خمسين مرة بدون ملل ههههه ،بداية سبتمبر ،مهلا !
#الله_يرحمك_يا_أمي ❤️
#بقلمي